الخواطر هى من تكتبنا

عهدت الخواطر تأتى فى الصباح.

.الخواطر هى من تكتبنا

ولا نكتبها

نظن أنا قادرون عليها

وبقلمنا نطوعها.

.ولكنى هذا الصباح ماوجدت افكارى

وبحثت فى كل الاركان عن ذاتى.

..الصباح اليوم ككل يوم جميل

ولكنى لم احسه

مر الاشراق الناعم ولكنى تجاهلته

رايت جمال الرمال

والبحر ماوجدته

مع انه كبير واسع ملىء البصر

اصوات امواجه تأتى الى من بعيد

مع قربها منى

ولا اكاد اسمعها مع شده صخبها

اذا اردنا ان نسمع

لابد لعقولنا وقلوبنا ان تكون فى راحه

امواج البحر قريبه تكاد تلامس اقدامى

ولكنها اليوم ماقبلتها

أشعر انها اليوم خاصمتنى

وأبت حتى الاقتراب منى

وما احسست بارتطامها بى

ولو ارتطمت

لتمزقت كفنجانى الذى وقع منى

واظنه لم يقع

ان الذى انكسر ليس فنجانى

انه قلبى


او ان هذا ماتخيلته

حين سألت زبدها الابيض الذى تطاير الى عينى

وأمرنى ان أغلقها

او ان الزبد تطاير لأنه استغرب دموعا تعلقت بالمآقى

فأراد بلونه الابيض ان يصنع منديلا ويمسحها

ايقنت اليوم ان الخواطر

هى من تكتبنا

ولا نكتبها

مهما اتقنا..

. وملكنا من الابجديات.... و ماملكنا

هى تظهر مابداخلنا من مراره

هى تكتب بأيدينا مرثيه الحزن

وعزف الناى الحزين

اليوم فقط

وجدت الدنيا فارغه

حتى حروف الهجاء نسيتنى

ولماذا لاتنسانى؟؟

والدنيا انفضت من حولى

كانت تموج بالالوان

وزهرات القرنفل تتراقص بالقرب منى

وعطرا كان فى صوره هدايا مافتحناها

وستبقى مغلقه زجاجاته على عبيره

والورود مارأيت الا أشواكها

ونسيت نعومه الاوراق وما بها من عبير

قبلته يوما

وقبل انفاسى للحظات

تخيلتها من نشوتى انها دهرا

وغابت الاماكن كلها عن عيونى

وقد كانت اماكنى

حتى الصور

حين اقلبها أشعر انها تغيرت نظرتها

حتى الصور خاصمتنى

الخواطر اليوم حزينه

لانها تكتبنى بصدق

تغرس قلمها بدمى

تجول تمزيقا بقلبى

يرتوى القلم ويجف كما تجف الدموع

ويبقى القلب الموجوع

غرست به ألآف النصال

وتمسكت بالصبر

حتى مل الصبر منى

اليوم

ماكتبت خواطرى

ولا امسكت بالقلم

لان القلم ضل منى

اليوم

خواطرى هى التى تكتبنى

كعوامل التعريه كشفت احساسى

كتبت مايؤلم صدرى

لم استطع الهروب من خواطرى

ولا من سن القلم الذى يثقب بلا رحمه جدران قلبى

وكأنى كنت مذنبا

وأهملت لسنين قلمى ونفسى

وحسبت ان الدنيا ضاحكه أبدا

ولن يعبس لى يوما دهرى

كنت احسب نفسى قافزا على الزهور كالفراشات

فرحت يومان فى عمرى

خرجت عن جاذبيه الارض لحظات

ثم ارتطمت رأسى بقوه

فعدت من جنتى الى هذيانى

من أثر الارتطام غابت عنى ذاكرتى

غاب عنى صباحى الجميل

وحريرا كان يطوقنى

ونسيما عانقنى

وذهبا للشمس كان يملأ بصرى

ونورا للقمر جعل للألوان معنى فى الظلام

غاب الجمال

واليوم اصبحت خواطرى تكتبنى

تعزف اللحن الحزين على كمان قديم ووتر موجوع

بعد ان تجدد عمرى

عدت وحيدا

وكما بدأ كل شىء لابد ان يعود

لم اكن اظن يوما ان خواطرى تكتبنى

وتنغرس داخل وجدانى وتضع طوق الاسر فى عنقى

وتكون هى السجان

مادافعت عن نفسى فالخواطر دائما على صواب

وأنا تجرنى خواطرى

ومن خلفها اجرى

وآه

لو توقفت لجذبت طوق الاسر فى عنقى

وأدمت منى الافكار ولم أعد املك القرار

أصبحت خواطرى هى السجان مالكا لزمام امرى

ياخواطرى التى كنت دائما

أحبها

وزهدتنى

واصبحت

تكتبنى

ولاأكتبها

لاتنشرى صفحاتى

فلن تدمع عيونا بعد اليوم على سجنى