حين نكتب عن الحب
ترتفع فوق هاماتنا سحابات بيضاء
تأتى لتبعد عنا الهجير
ويكون ضوء النهار حريريا ناصع البياض
حين نكتب عن الحب
لابد ان تكون هناك اماكنا للكتابه عنها
وأشياء لم تلتفت لها عيوننا من قبل
فجأه نرى مكان الحب مزوقا فى عيوننا
وأسوأ مافيه أصبح أجمل مافيه
سواء كان مقعدا من مخمل الحرير
ام جلسه متواضعه على الرصيف
كيف
لاأدرى
كأن الحب يحضر قبلنا الى المكان
فيجمله
ويرتبه
ويعيد له البهجه والحياه
وحين نكتب عن الحب
لابد ان يطوف بالفكر باقات الورد
وعناقيد الياسمين
والفل
وكبوش من البنفسج
وكنت أراه حزين
ولكن حين قدمته رأيت الالوان تضحك فيه
وتتسابق زهوره الى انفاس حبيبتى تقبلها
حين نكتب عن الحب
لابد ان نعود الى رسائلنا المعطره
التى انتقت فيها حبيبتى أروع الاوراق
وأشدها نعومه
وحين افتحها يتهادى عطرها الذى أهواه لانفاسى
ثم تطوف عيونى بين السطور
وتختلج الورقه فى يدى
ففيها نبض قلبها
يهزها
ويهزنى
حين نكتب عن الحب
ليس هناك متخصص يدعى ان الحب له كاتب معين
بل الحب تكتب سطوره الروح
وتنقشه الأنامل
على ايقاع دقات القلب
حين نكتب عن الحب
نشبع ونحن بلا طعام
نرتوى لانه زال العطش
نسير المسافات الطوال بلا تعب
ننسى ارهاقنا والآلام ونتمنى ان يطول المسير
حين نكتب عن الحب
يتسابق الاحساس والحروف والفكر
وتهتز أسلاك الكهرباء فينا
وتنقل الطاقه الى وجوهنا
فنعرف فورا وجه من أحب
انه متورد كأجمل انسان على الأرض
.... وهو كذلك.....
لايسير على قدمين
بل يكاد يطير من الفرحه
وقلبه يغنى من الشوق
ويصبح أروع فنان يغنى
حتى لو كان صوته نشاز
الحب يحوله الى وتر يصدح
فيتمايل صاحب الحب طربا وتعجبه نفسه
فيرى انه أصبح له جناحان
وحين يتلاقى مع الحبيبه يقول أروع الكلام
وحين يفارقها بعد اللقاء يسأل نفسه
من أين اتى بكل هذا الجمال
وكيف نسق الحروف وأهداها
لسمع حبيبته بنعومه فكان لوقعها حسن الأستقبال
حين نكتب عن الحب
ننسى دنيانا التى نعيش فيها
وهمومنا
والمشاكل
والديون
والعمل
نولد من جديد
نعود بالاعمار الى مرحله الشباب
وقد فارقنا الشباب ووصلنا للنضج
ويقولون ان الحب فى السن الناضجه نزوه من النزوات
ولكن الحب يأتى بقدر
لانستطيع ايقاف دفق الحب
هو يسيطر علينا فى كل الأوقات
ويأسر الفكر
ويدق القلب لمن نحب رغم بعد المسافات
ونحمل هموم من نحب
ولا نراه ولا يرانا
وتأتى على الأثير رسائله
وتسبقنا قبل الرسائل خواطر تتلاقى فيها الافكار
وتنسجم فيها العبارات
كأنى وحبيبتى بالقرب
بل كأنها تحدثنى وبأحضانى
..ولما رأيت حبيبتى
والتقى الشوق يعانق الشوق
الذى طال
تنفست انفاسها وهى بالقرب منى
عطرها يغزونى يقهرنى يقرب المحال
تحدثنا
جلسنا
كل مكان هو ملكنا وحدنا
لانسمع احدا ولايسمعنا انسان
ضحكه منها تحول قفر المكان الى جنه
تصدح بالانغام
تعانقت اناملى واناملها
قبلت عيونى عيونها
وحين اللقاء وبدايتى بالسلام قبلت خدودها
وذبت فى نعومتها
وانغرست فيها الى القاع شفتاى
شعرت بالسكر فى فمى مشرب بحمرتها
احسست اوراق الورد على أجمل خد
روابى وسفوح فى خديها وفيهما تمنيت ان يطيب المقام
حدثتنى عن حبها وشوقها
وحدثتها عن الهيام
وكيف مكانها عندى
وانها كل نسائى
حدثتنى عن غيرتها
وحدثتها انى ملكها وحدها
تواعدنا
وواعدتنى على الاخلاص
وواعدتها
ووقتها تعانقت اناملى مع اناملها بقوه
والتقت عيونى بعيونها تحدثها وتقسم لها انى احبها
ثم مالت كالورد
وكانت قبله الحب
أحسست دفىء دفقها ورقه شفاهها
وسكت الكلام..
..وانتهى الوقت
ولم ندرى أكان برهه من زمن
أم ساعات توقف بى فيها الزمن
وودعتها
وقلبى دقاته تعتصرنى
وقلت لقلبى كل لقاء لابد له من وداع
وذهبت روحى فى اثرها
على امل ان تعود وان تفى بالعهود
حين تتفتح فى الربيع الورود
حين نكتب عن الحب
لابد من وجود
ورق كثير
ومداد عطر
وأقلام
ثم نكتب
وكلما استرسلنا واردنا ان نتوقف
أبى القلم
وقال ياسيدى لاتتوقف
بقى كثير من حروف
تود ان ترسل السلام
بقلمى.....أسامه فراج